رحلت اليوم الشاعرة العراقية الكبيرة لميعة عباس عمارة في مدينة سان دييغوا في الولايات المتحدة الامريكية عن عمر ناهز الثانية والتسعون عاما. وتعد الشاعرة عمارة احدى اعمدة الشعر المعاصر في العراق وعاشت اغلب سنواتها في مغتربها الامريكي في مدينة سان دييغوا التي الفت العيش فيها (يذبحني في سان دييغوا المطر الشفيف، وانت هنا كأنك الهادي المخيف) وارتبطت بوطنها العراق بصلات قوية لم تشوش عليها الدعايات المغرضة وناهضت الحصار الجائر المفروض على العراق والحرب العدوانية في قصائد عديدة في عقر العاصمة واشنطن.
وعرفت الشاعرة الراحلة بروحها المرحة والظريفة وتروي الشاعرة انها مرت بظروف شخصية فالتقت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام ١٩٨٠ وسألني عن الحال والأحوال فشكوت له واسهبت في تعداد تلك المصاعب فقاطعني (استاذة لميعة يكفي انت يراد لك نتله! باللهجة العراقية تعني انقاذ وضحكنا وأصدر امر تعييني مستشارة ثقافية في امريكا ومنحني جواز سفر دبلوماسي وذلل كل الصعوبات الأخرى).
وعرف عن الشاعرة قفشاتها وقطعها امسياتها بالقاء بعض الحكايا بالشعر الشعبي والكلام المنعش للمستمعين فقالت (انا كل طموحاتي في المناصب تصطدم دوما بمنصب وكالة فقد عينت مدرسة ثانوية في الاعظمية وبعد سنتين انتقلت معاونة المديرة فصدر امر اداري لي بتعييني معاونة المديرة لكن وكالة.. وبعد سنة تغيرت المديرة فعينت بدلا منها لكن ايضا بصيغة وكالة!! ثم ابتعثت الى الولايات المتحدة الامريكية وحصلت على الماجستير ورجعت الى بغداد وصدر امر تعييني رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة التكنلوجية وكالة!!فانزعجت وكتبت بيت من الابوذية العراقية (اريد اخذ على وقتي وكالة/ اضربه مية ألف كفخة وكالة / قضيت من العمر نصه وكالة / الادارة اصبحت حسرة عليه!!).
هذا وتعد الشاعرة من جيل بدر شاكر السياب وبلند الحيدري والبياتي ونازك الملائكة واخرين من رواد النهضة الشعرية في مطلع الاربعينات من القرن الماضي. وتربطها صلة قرابة بالشاعر العراقي الكبير الراحل عبد الرزاق عبد الواحد. اجادت الشعر العربي الفصيح والعامي. ولها دواوين عدة منها عشتار، لو انباني العراف، وعراقية، والبعد الاخير.
رحم الله الشاعرة لميعة عمارة واسكنها فسيح جناته